ستريتوير في الجزائر: عندما يلتقى الهيب هوب مع التراث
ستريتوير في الجزائر: عندما يلتقى الهيب هوب مع التراث
ستريتوير في الجزائر: عندما يلتقى الهيب هوب مع الت
بقلم إزار
5 دقائق للقراءة • 2 يونيو 2025
ستريتوير في الجزائر: عندما يلتقى الهيب هوب مع التراث
إزار
5 دقائق للقراءة • 2 يونيو 2025
“الستريت وير” ما جاش غي وحده؛ جا مع الإيقاع.
في التسعينات وبداية الألفينات، دخل الراب والهيب هوب للبيوت الجزائرية—عبر أشرطة الكاسيت، القنوات الفضائية، والإذاعات. فرق كيما Intik وMBS ما جابوش غير الموسيقى، بل جابو ثقافة كاملة معاهم.
الكلمات كانت تحكي على المعاناة، الأمل، والحياة اليومية. أما الستايل؟ كان بنفس الأهمية!
المراهقين كانو يحلمو بالجينز الواسع اللي يشوفوه في فيديوهات الراب، والهوديز اللي تخلي الرابرز يبانوا بحجم أكبر من الواقع. لكن المشكل؟ الماركات العالمية ما كانتش متوفرة بسهولة، فكان الحل؟ الإبداع!
الأسواق ولات كنز للـ “ماركات المقلدة”، والناس بدات تفصل ستايلها بنفسها. خياطين محليين بداو يخيطو هوديز، سراويل، وجاكيتات مستوحاة من الموضة العالمية، وهاكدا صمم الشباب الجزائري موضتهم الخاصة!
جذور الهيب هوب: كيف لقى “الستريت وير” إيقاعه
في الجزائر، الموضة والموسيقى دايما مرتبطين ببعضهم. كي دخل الهيب هوب للشوارع الجزائرية في أواخر الثمانينات والتسعينات، ما كانش مجرد إيقاع وكلام موزون، بل كان حركة كاملة.
الهيب هوب أعطى صوت للشباب، وسيلة باش يعبروا على المعاناة، الاستقلال، والفخر بالحياة اليومية. فرق كيما T.O.X، Intik، MBS، وبعدهم Artisan، Syc، وFlenn ما جابوش غير موسيقى، بل أسلوب حياة كامل للجيل الجديد.
T.O.X
MBS
من الشوارع العالمية للهوية الجزائرية
ستايل الهيب هوب ولى جزء من هوية الشباب في الجزائر. متأثرين بالفيديو كليبات وغلافات الألبومات، حبو يلبسو السراويل الواسعة، الهوديز الكبار، والكاسكيتات كيما فنانيهم المفضلين. بصح المشكل؟ الماركات العالمية ما كانوش متوفرين بسهولة.
“ما كانش عندنا Nike ولا Adidas في كل بلاصة”، كيما قال أمين، مصمم من وهران. “دونك صنعنا ستايلنا وحدنا. كنا نروحو للسوق، نشريو سروال جينز أكبر بجوج نمر، ونلبسوه كيما في فيديو كليبات نيويورك. الهوديز كنا نخيطوهم عند خياطين الحومة. ما كانوش كامل مضبوطة، بصح كانوا يعبروا علينا.”
الستريت وير في الجزائر ماشي غير تقليد للموضة العالمية، بل هو خليط بين ستايل الهيب هوب العصري والجذور الثقافية العميقة. الشباب والمصممين المحليين لقاو طرق باش يعطيو طابع جزائري للموضة هذي—يدخلو فيها رموز تعبر على الهوية والتراث، وتحكي قصصهم بطريقتهم الخاصة.
الخط العربي: الهوديز والتيشرتات ولات كيما لوحة فنية، مكتوبة فيها عبارات بالعربية، أشعار، ولا شعارات قوية. من كلام الزنقة حتى كلمات عندها معنى ثقافي، الخط العربي زاد للستريت وير لمسة شخصية وجزائرية.
الرموز الأمازيغية: مستوحاة من التقاليد الأمازيغية، المصممين المحليين زادوا زخارف وألوان نابضة بالحياة في الجاكيتات، الكاسكيتات، والسراويل. هاد الرموز اللي عندها تاريخ عريق، تخلي الشباب يحسوهم مرتبطين بجذورهم.
الخياطة التقليدية: فن التطريز المستوحى من الكراكو والقفطان دخل للستريت وير، بحيث زادوا ديزاينات مخيطة باليد في البومبرز، الهوديز، وحتى الجينز، يعطي روح أصيلة للموضة العصرية.
قصة واقعية: رانـيـا، 24 سنة، ومحلها تاع الستريت وير
رانيا، بنت عندها 24 سنة، تخدم محل ستريت وير على إنستغرام. تقول: “خيطت هوديي برمز أمازيغي يعني الحرية، لأنني حبيت حاجة تحسسني بالدار. بعتها في صفحتي، والناس حبوها بزاف. ما شافوهاش غير هوديي، شافو فيها جزء من ثقافتهم يقدرو يلبسوه.”
الستريت وير في الجزائر ماشي غير تقليد للموضة العالمية، بل طريقة باش تكون مختلف. المزيج بين ستايل الشارع العالمي والرموز التقليدية هو اللي يخلي الموضة الجزائرية مميزة. كل هوديي، كل كاسكيت، كل جاكيت واسع، يحكي حكاية خاصة.
كي تلاقى الستريت وير مع الأناقة المحتشمة
في الجزائر، وين التقاليد والاحتشام ما زالو يلعبو دور كبير، الستريت وير قدر يلقى بلاصتو بطريقة غير متوقعة. الستايلات الواسعة والمريحة تناسب ثقافة اللباس المحتشم، وفي نفس الوقت، تخلي مجال للإبداع والستايل الخاص.
بالنسبة لكثير من البنات، الستريت وير يحسهم بالحرية. هوديي مع جيبة واسعة ولا سروال بقصة فضفاضة ماشي غير ستايل محتشم، بل أيضاً عصري بلا مجهود.
لينا، 20 سنة من العاصمة، تقول: “الستريت وير خلاني نعبر على روحي بلا ما نحس بالضغط باش نتبع صيحات ما تناسبنيش. هوديي واسعة، جاكيت، سنيكرز، وها أنا جاهزة. بسيط، عصري، ويشبهني.”
حتى الأولاد تعلقو بالثقة اللي يعطيها لهم الستريت وير. القصات الواسعة—سراويل باجي، تيشرتات كبيرة، وسنيكرز عريضة—توفر الراحة والستايل في نفس الوقت.
ياسين، شاب مهتم بالستريت وير من وهران، يقول: “الستريت وير ما يحاولش يكون مبالغ فيه. الفكرة أنو تكون مرتاح، وبنفس الوقت توصل رسالة. كي تلبس هوديي مطرزة بالعربية، تعرف بلي راك تلبس حاجة عندها معنى.”
هذا التوازن بين العصرية والاحتشام هو السبب اللي يخلي الستريت وير منتشر بزاف في الجزائر. يخلي الناس يخلطو بين قيمهم الثقافية وستايل عالمي عصري، بلا ما يضطرو يختارو بين الاثنين.
مشهد الستريت وير الجزائري الحديث
اليوم، الستريت وير ما بقاش حاجة تحت الأرض، بل ولى جزء من الموضة السائدة في الجزائر. المنصات الاجتماعية كيما إنستغرام وتيك توك عطاو فرصة للماركات المحلية والمصممين باش يعرضو أعمالهم على مستوى عالمي.
الماركات الجزائرية راهي تزدهر وتخلق ستايل ستريت وير بلمسة محلية مميزة. بدل ما يكون مجرد تقليد للموضة العالمية، راهو إبداع وتجديد:
• هوديات بطبعات شعر عربي.
• جاكيتات بومبر بتطريز أمازيغي يدوي.
• تيشرتات برسومات مستوحاة من الفسيفساء والخط العربي الجزائري.
أمين، مصمم شاب من قسنطينة، يقول:
“إحنا ما رانا ننسخو في وش نشوفو برا، رانا ناخدو الستريت وير ونزيدولو لمستنا الجزائرية. القطعة اللي نحبها بزاف هي هوديي خضراء غامقة، مكتوب على الكمّين بخط عربي. شكل عالمي، بصمة جزائرية.”
المؤثرين على السوشيال ميديا عندهم دور كبير في انتشار هذا الستايل. البنات يدمجو هوديات واسعة مع تنورات محتشمة وحجابات، والشباب يلبسو تيشرتات بنقوش غرافيتي مع الشاشية التقليدية.
الستريت وير في الجزائر ما بقاش مجرد موضة جانبية—ولى حركة بحد ذاتها.
حركة قائمة على الإبداع، الهوية، والترابط بين الجذور والثقافة العصرية.
علاش الستريت وير يليق بالجزائر؟
السر في نجاح الستريت وير في الجزائر هو أنه متماشي مع حياتنا وثقافتنا. يخدمنا في كل جوانب الحياة لأنه:
2. إبداعي: الشباب الجزائري يفتخر بدمج الموضة العالمية مع لمسات شخصية—التطريز، الخط العربي، والرموز الثقافية.
3. معبر: كل قطعة عندها معنى. سواء كانت هوديي برمز أمازيغي ولا سنيكرز مع وشاح تقليدي، الستريت وير الجزائري يحكي قصة.
أمين يقول: “الستريت وير يحسسك بلي راك تلبس حاجة تمثلك. عصري، محتشم، ومليان ثقافة.”
حركة مش مجرد موضة عابرة
الستريت وير في الجزائر ماشي غير لبس. هو موسيقى، ثقافة، وهوية. من أول إيقاعات الهيب هوب حتى آخر صيحات إنستغرام، الشباب الجزائري خذى ستايل الشارع العالمي ودار منو حاجة خاصة بينا.
هذا ماشي ترند ويفوت، بل حركة قائمة على الإبداع، الحشمة، والاعتزاز بالهوية. وزيد راهي غير في البداية.
الكلمة الأخيرة:
“في شوارع الجزائر، وهران، وقسنطينة، اللبس يحكي قصتنا. الستريت وير ماشي غير باش تبان ستايل—هو طريقة باش تورّي شكون انت.”